خليك غاندي!

be-the-change-you-want-to-see-in-the-world

مهاتما غاندي: بغض النظر عن ان ده مش اسمه وان اسمه معقد ويخليك تنساه بمجرد ما تقراه, بس الراجل ده عظيم. سياسي هندي كان قائد لحركة تقاوم الاحتلال بالعصيان المدني الشامل وبلا عنف.
استنى بس قبل ما تقفل المقال انا مش جايباك اكلمك عن غاندي عشان كلنا عارفين ان:
no one cares!

الراجل ده قال كلمة مميزة اوي:
be the change you want to see in the world
بالعربي: كن التغيير الذي ترغب ان تراه في العالم
لحد كده حلو الكلام؟ انهارده صحيت خير اللهم اجعله خير متفائلة لاسباب تتعلق كليا بالجو الشتوي اللي بعشقه والغيوم والامطار واول ما فتحت الفيسبوك لقيت صفحة حاطة الاقتباس ده وبعد تفكير عميق توصلت لان لو كل واحد فينا عمل كده اكيد هيحصل تغيير ومكنش هيبقى حالنا كده.

مثلا… انا تعبت من خناق الوالدة معايا عشان لما برجع من بره مش بحط هدومي مكانها! برميها عالارض او عالسرير كيفما اتفق بقى وهي تدخل اوضتي ويبدأ الصويت.
صحيت انهارده علقت هدوم امبارح و رتبت سريري والنتيجة كانت مرضية 😀

ممكن كلنا نطبق القاعدة دي في حاجات بسيطة اوي وبجد هتفرق معانا
عارفه البت اللي بتكرهيها اوي في الجامعه او في شغلك؟ جربي كده تروحي تضحكي في وشها ضحكة مش صفرا وتقوليلها بجد الطقم اللي انتي لابساه جميل عليكي. مش نفاق بس احسان على رأي حبيبنا احمد الشقيري. وادفع بالتي هي احسن
بس لو مرة في التانية لقيتيها لسه معووجة باللي في رجلك بقى واعدليها وربنا يقدرنا على فعل الخير 😀

زهقت من سواقة الناس وعدم التزامهم بقواعد المرور؟ طيب متقولش يعني هي جت عليا؟ التزم انت. هتتشتم في الاشارة وهتاخد تسعين الف كلاكس عشان تركب للعربية جناحات وتطير بس برده كبر مخك والتزم! مع الوقت هتلاقيها بقت عادة.

الفكرة ان احنا لو عاوزين بجد نغير العالم. لازم نغير من نفسنا الاول وهتلاقي نفسك بتشع طاقة ايجايبية تلمس كل اللي حواليك عاجلا ام اجلا! (ده انا عليا جمل!)

متبقاش انت مبوز وتسأل نفسك هي الناس مكشرة ليه؟
متبقيش انتي مش سايبه حد متكلمتيش عليه وتقولي الناس بتغدر وتغتاب بعض!
متبقاش انت مهمل ومتوقع مراتك تلم وراك او ولادك ينظفوا اوضتهم من نفسهم.
متطلبش من مراتك تبقى بشوشة ومتفائلة وانت داخل البيت بمشكلة طالع منه تبرطم!

وفي الاخر تختلف معايا او تتفق, تشوفني عايشه في عالم سمسم واحلامي وردية وساذجة, يبقى كلامي مجرد رأي ومحاولة متواضعه للتغيير 🙂 زمبؤلك كده: خليك غاندي 😀

آية

عانس :D

IMG_108211998256857يعني ايه عانس؟ كلمة بنسمعها كتير اوي من اشخاص عندهم نفس الحس المرهف المتوفر لتمساح امازوني طوله 3 متر على اقل تقدير لوصف فتاة تجاوزت ال25 سنة من غير ما يكون لها -لا مؤاخذة- زوج… راجل… بعل… سند الخ!

بعد تفكير عميق ونظرا لانضمامي مؤخرا مع عدد من الصديقات لحاملات هذا اللقب العتيد فكرت ان نحاول نعرف الكلمة ونشوف معناها ايه:

عانس يعني بتغيري لمبة النور لو اتحرقت بنفسك وممكن تصلحي سباكة بيتكم لو باظت عندكو في البيت. اذا عانس مرادف حتمي لكلمة: بلية 😀

عانس يعني ممكن اوي تكوني معاكي عربيتك وبتروحي تعملي كل مشاوير بيتكم لأن غالبا اخواتك كلهم اتجوزوا صبيان وبنات. 😀

عانس يعني عندك شغل ثابت بتقبضي منه كل شهر مرتب مخصص كله او معظمه للبس والميكب والفسح والكتب والشيكولاته!

عانس يعني عندك عالاقل هواية او اتنين واكيد عندك موهبة اهتميتي بانك تنميها نظرا لتوفر الوقت لعدم وجود الكائنات الذكورية المحطمة للامال والطموحات في حياتك! واكيد ملقيتيش لسه اللي يديكي محاضرة وهو بيهرش في دقنه ويقولك “يا ستي بلاش كلام فارغ الست الصالحه زي امي كده بيتها وولادها اهم من اي حاجة تانية!!” -.-

برده كلمة عانس -اسفه لو اتكررت كتير بس عاجباني اوي :D- معناها انك عندك غالبا شهادة او اكتر فوق مؤهلك الجامعي. يعني معاكي ماجستير او دكتوراه او الاتنين او معاكي كورسات لغه او كمبيوتر او الاتنين.

وكمان معناها انك موبايلك دايما فيه رصيد وعلى طول مشحون ولو فصل شحن مش فارقه اصلا لأن محدش بيكلمك غير كل سنة مرة ولما يكون عاوز منك خدمة بما انك فاضية بقى ولا وراكي عيل ولا راجل 😀

واكيد كونك عانس سمعتي كتير اوي ان الجواز ده شيء مقرف وكله نكد وملل لان محدش بيحكيلك غير عن نكد الرجاله وتعب العيال وغسيل المواعين! (وعلى فكرة العانس برده يا جماعه بتغسل مواعين خلوا بالكم!)

طبعا اكيد علاقتك بربنا حلوة وبتقومي تصلي قيام كل يوم عشان تطلبي من ربنا عريس بقى ينزع عنك اللقب ويكافئك بنفسه المبجلة العظيمة هدية ليكي على صبرك كل الوقت ده على الكائنات التمساحية التي سبق ذكرها في اول المقال! (طبعا لو حلفتي الف يمين انك مش طول الليل ساجده تقولي يا رب عريس محدش هيصدقك ولو قالك انه مصدقك متصدقيهوش 😀 )

المهم لو غفلت الكاتبه عن ذكر محاسن اخرى للقب عانس فارجو منكم التغاضي عشان لسه عندي كلام عاوزه اقوله.

الغير متزوجة دي مش بمزاجها! ده نصيبها لسه مجاش. وربنا اعلم منكم بالخير ليها. يعني مش هي صعبانه عليكم واللي خلقها ده -حاشاه سبحانه وتعالى- انه يكون ظالم! اتقوا الله وافتكروا: “وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد”

افتكروا انكو ممكن تدفعوا بنت لجوازة مش مناسبه ليها بسبب ضغطكم عليها! او تدفعوا بنت ملتزمة للتبرج عشان “تصطاد عريس”. او على اقل تقدير تعيشوها في ضغط نفسي وتخلوها تسخط على مشيئة ربنا.

وانتي يا ست البنات, انتي مش عانس. انتي ملكة في بيت اهلك لحد ما يجيلك نصيبك. انتي قرة عين ابوكي وامك وكل اللي حواليكي. واكيد انتي نور عنين الفريق عبد الفتاح السيسي على سن ورمح. 😀

ويلا بقى اسيبكم واروح استمتع بكل مزايا العنوسة ^.-

آية

السعادة

IMG_1200304768572

ياللي بتدور على السعادة
اقولك انا هي فين,
هتلاقيها في قلب خاشع في العبادة
في شهقة حب وشوق وحنين.
في بوسة من طفل تجيلك على فجأة
في حفلة عيد ميلاد مفاجأة
في قعدة وسط العواجيز الطيبين.
كباية قهوة في عز الشتا
ودعوة كنت نسيتها تتحقق في ثانيتين
في مطرة تنزل وانت في الشارع
تطلع تجري وسط الصحاب
وتبقوا من الضحك فطسانين.
في دعوة امك ربنا ينجحك
في سهرة مذاكرة قلبت قعدة سمر
او اخوكي يقولك قومي افسحك
ولا تبص للسما تتفاجأ باكتمال القمر.
السعادة في الشيكولاته والقهوة
والجيلي كولا وغزل البنات
السعادة انك تقرر تبقى ايجابي
وتضحك على اخطائك وتنسى اللي فات.
السعادة عادة… وفي ديننا الجميل
ابتسامتك عبادة
كل ده حواليك
ولسه بتسألني هي فين السعادة؟

آية

——————————

مش عارفه اسميها نثر ولا شعر ولا شعر نثري… هي حالة من السعادة احمد الله رب العالمين عليها جت فجأة واتمنى تستمر ويديمها الله عليا 🙂

عمر خطيب اختي: شكرا بجد انا مدينة ليك بالقطعة دي وباغلبية القطع اللي هتيجي 🙂

فنجان قهوة

1001644_204486429705008_2024898135_n

تجلس ذات مساء صيفي في مقهى صغير على ناصية إحدى شوارع المدينة وتشعر برغبة ملحة في الكتابة.
تستشعر نسمات الصيف تداعب وجنتيها وتبتسم للنادل ابتسامة تضيء عينيها البنيتين وهو يضع أمامها فنجان قهوتها. تدغدغ رائحة القهوة حواسها وتشعل بداخلها الرغبة في الكتابة أكثر من أي وقت حتى لتكاد تشعر أن القلم قد يسقط من يدها لفرط ارتجافها.
تجلس لتكتب وبداخلها طوفان من المشاعر لا تدري كيف تصفه حتى لنفسها. كانت كل كلمات اللغة لتظلم إحساسها.
كانت تشعر بالرغبة في السفر وارتياد المطارات والجلوس إلى جانب الغرباء في الطائرات وتبادل الأحاديث حتى تحدث تلك الألفة المعتادة بين الركاب ثم يفترق كلٌ لشأنه حال هبوط الطائرة في المطار.
كانت تشعر بالرغبة في الكتابة عن رجال ذوي بشرة سمراء ولحى خفيفة. كانت لا تعلم سر أحلامها المتكررة برجل ملامحه غير واضحة ولكن ابتسامته لا يمكن أن تخطئها عينها. لم تكن تعرف من يكون صاحب تلك الابتسامة ولكن كانت تشعر بأنها تحبه. أو أنها ستحبه إذا ما قابلته. أو أنها كانت تحبه في زمن قديم لا تذكره.
كانت تحلم بعطر رجالي يحمل هيبة المسك وحرارة الزنجبيل. وكانت لا تعلم إذا كان هذا العطر من وحي خيالها أو إذا كانت قد لامست رائحته حواسها في زمن سابق.
لماذا الآن؟ تريح ظهرها إلي المقعد وتحتسي من فنجان قهوتها الدافئ وهي سارحة بعينيها إلى المجهول وتتساءل بهذا السؤال: لماذا الآن؟! لماذا في هذه الفترة من حياتها؟! اهو الفراغ العاطفي كما تقول لها صديقاتها ويتخذن الموضوع مادة للمزاح؟! لم تكن تتضايق من مزاحهن ولكن كانت تشعر بالعجز عن وصف إحساس يهز كل كيانها. هي القوية, المرحة, المتفائلة, ذات الخمسة وعشرين عاما, الناجحة في كل مجالات حياتها والفاشلة في نظر المجتمع لأنها لا تمتلك زوج.
تضع الفنجان في الطبق وتفكر قليلا في كلمة للكاتبة أحلام مستغانمي: “ثمة شقاء مخيف يكبر كلما ازداد وعينا بأنه ما من احد يستحق سخاءنا العاطفي ولا احد أهل لان نهدي له جنوننا”
تتعامل بحكم عملها ومختلف نشاطات حياتها مع العديد من الرجال ولكنها لا تجد من يستحق جنونها.
لا تجد من ترغب بالثرثرة معه بالساعات عن كتبها وموسيقاها وأفلامها ثم تصمت معه بالساعات وتجد نفس اللذة في الصمت كما في الحديث.
لا تجد من يوقظ الأنثى بداخلها ويثير غيرتها لفرط ما تفكر بكل ما يفعله عندما لا تكون معه.
تتناول قلمها وتعود للكتابة وتتورد وجنتاها كما المصابة بالحمى. كانت تسكب قلبها ومشاعرها على الورق وتشعر بغليان بركان ثائر الحمم من المشاعر والاحاسيس تشعل خيال الكاتبة بداخلها إلى أقصى حد.
تتناول فنجان قهوتها وترتشف ما بقى فيه وهي تقرأ بعينيها ما خطته يداها المحمومتان خلال ثورتها وانفعالها.
“حضرتك مستنية حد؟” تداعب النبرة العميقة أذنيها وترفع عينيها لتقابل عينين عسليتين وابتسامه هادئة.
“عــ…. عفوا؟!” ترتبك للحظة فيكرر سؤاله ويضع يده على ظهر الكرسي المقابل لها ويبدأ بسحبه للخلف قائلا: “مستنية حد؟!!”
تصمت للحظات معطية نفسها فرصة للتفكير تحت نظرته الثاقبة ثم تنطق أخيرا قائلة: “لا”
تراقبه وهو يجلس بمنتهى الهدوء والثقة كأن هذا أمر طبيعي لم يشك لحظة في حدوثه. وكأنه لا يتطفل على فتاة جالسه بمفردها تحتسي القهوة وتكتب. وكأنه لم يكن هناك احتمال ولو ضئيل بأن ترد عليه قائلة بأنها تنتظر احد ما وبأنه يزعجها ويخترق خلوتها.
تراقبه وهو يفك أزرار بدلته ليجلس وتغلق دفترها وتضع قلمها بهدوء موقنة في داخلها أن ما سيحدث سيكون موضوعا لقصة تستحق الكتابة…يوما ما.

آية عاطف

وانكسر القيد

537041_179513872202264_1898064091_n
الصباح هو أساس كل البدايات الجديدة. يغمر ضوءه السماء ليزيح عنها ظلمة الليلة السابقة. ينثر اشراقته وبهجته على خدود الأطفال النائمين وعلى شيب رأس العجائز الجالسين في كراسيهم الوثيرة يذكرون الله وعلى قلوب الشباب المليئة بالأحلام والآمال.

أمسكت ليلى فنجان قهوتها, غارقة في تأملاتها وهي تراقب شروق الشمس من خلف المباني المجاورة… لأول مرة منذ أربع سنوات تستمتع بالصباح. تستشعر دفء الشمس على بشرتها البيضاء المشربة بحمرة محببة. تترك النسيم يدغدغ حواسها أثناء مراقبتها للأبخرة المنبعثة من فنجان قهوتها الساخنة.

كانت تشعر بالحرية لأول مرة منذ سنوات. أخذت تسلي نفسها بتخيل ما كانت ستكون فاعلة لو لم تنهي خِطبتها منذ أيام قليلة.
تكاد تسمع الصوت الذي تشعر تجاهه بمزيج فريد من الحب والكره عبر هاتفها المحمول,الذي ما كان يفارق أذنها حتى ليصيبها بالصداع معظم الأيام: “صاحية بدري ليه؟”
وتتخيل نفسها تجيب بصوت مرهق: “عادي عاوزه أشوف الشمس وهي بتشرق.”
“انتي في البلكونة؟!” تلمح نبرة الاستنكار في صوته وتجيب بهدوء: “ايوه بشم شوية هوا…”
“ولما حد من الجيران يشوفك في البلكونة؟ يقولوا ايه؟ انتي تصرفاتك كلها بقت غلط!!”
تتوقف بمخيلتها عند هذا الحد وتتنهد بعمق متسائلة كيف احتملت كل هذا لما يزيد عن 3 سنوات!

هذا غيض من فيض مما يحدث عندما تعشق الفتاة شرقيا مريض النفس. لا يرى في أنثاه سوى مرضه بالشك وإحساسه بالخوف من الخيانة وخوفه من أن ينظر احد إليها ولو نظرة عابرة لا تعني شيئا. فيود لو وضع فتاته في قبو احد القصور من العصور الوسطى لكي لا يراها احد غيره ولا يسمع صوتها سواه ولا تخرج ابتسامتها إلا عندما يأذن هو.
وعندها ينتهي به الأمر كمن قطف وردة حمراء غضة لغيرته من تربتها التي زرعت بها والضوء الذي ينعش حواسها والماء الذي يغذيها. فتذبل الوردة كما تذبل الفتاة. فلا يعود شكلها جميلا ولا يعود صوتها ذو نغمة تكاد تكون مغردة ولا تصير ابتسامتها إلا انعكاسا لإرهاق الروح التي تعاني من حب رجل لا يفهم معنى كلمة حبيبنا صلى الله عليه وسلم: “رفقا بالقوارير”
تصبح كالسجينة داخل جسدها… تراقب حياتها تمر أمامها وهي تتصرف بناءا على قائمة من القواعد والقوانين وضعها ذلك الشرقي الطاغية.
حتى يأتي يوم تطالب فيه العصفورة بالحرية. بحقها في الكلام والضحك والابتسامة وتنشق الهواء في شرفة منزلها بكامل حجابها وباحترامها. فتطعن عندها في حبها وتتهم بأنها لا تهتم لأمر سجانها ويبدأ خياله المريض في استعراض الرجال في محيطها ليرسم لنفسه السقيمة صورا لكيف تتم خيانته من قبل أسيرته.
وتستمر حلقة الضغط على الأعصاب حتى تولد انفجارا يؤدي إلى خسارة ذلك الأحمق أجمل ما حدث في حياته ليندب سوء حظه بعد فوات الأوان… بعد مغادرة الطائر للقفص المخملي بلا رجعه… بعد رحيل من كانت تهتم بصدق وبإخلاص للدراما السخيفة التي يكون غالبا هو من اخترعها في حياته!

أطلقت ليلى تنهيدة أخرى ووجدت أن الشمس قد ارتفعت فوق الأسطح خلال استغراقها في أفكارها. ارتشفت باقي فنجان قهوتها بلذة واستمتاع.
هي الآن حرة… حرة لتضحك وتمارس الحياة بشغف وتقف في الشرفة دون اتهام احد لها أنها تقوم بشيء “غلط”
ابتسمت ليلى وأحست بالابتسامة تنبع من قلبها لأول مرة منذ زمن بعيد.
تساءلت في نفسها عما ستفعله اليوم… قررت أن تذهب للمكتبة لشراء بعض الروايات والكتب حديثة الإصدار. لم تحمل هم استجواب سيطول أمده لمحاولة إقناعها أن رواياتها لا فائدة منها وانه من الأفضل لها لو قرأت كتب التاريخ التي كانت تمقتها ولا تذكر منها شيئا بعد الفراغ منها… بل كانت تتفادى أن تقرأ لكي لا تدخل في جدل عن كيفية أن بعض الروايات داعرة وفاجرة وأنها بالتأكيد سوف تؤثر بشكل سلبي على أخلاقها!!! وكأنه كان يظن انه قد خطب من لا عقل لها لتميز أن بعض الروايات لا تعكس الواقع ولا تنطبق إلا على شريحة صغيرة من مجتمعنا أو من مجتمعات أخرى. ولكنها كانت تنقلها لزمن الحفلات الراقصة والفساتين المزركشة والحب تحت سماء مزركشة بالنجوم والقمر المكتمل! فما الضرر؟ ما الضرر يا عزيزي من بعض الخيال؟ لم يجب يوما عن سؤالها بل ظل يحارب هوايتها بضراوة حتى فقدت الكثير من شغفها بالكتب اتقاءً للجدل المصاحب لهذا الشغف.

ستمر في طريقها لتشتري مفكرة وأقلام حبر ملونة, علها تعود لممارسة الكتابة في النثر والشعر. وستنشر ما تكتب عير صفحات الانترنت. فلا يوجد من يمنعها بحجة انه لا يصح للفتاة أن تكتب عن الحب والأحلام. لأنها شرقية! لأننا شرقيون.. ولان المجتمع يتحدث عمن تفعل ذلك بكل سوء ويتهمها بالخبرات الواسعة في مجال الحب والتجارب العاطفية!
ضحكت من كل قلبها لسذاجة تلك الكلمات. تذكرت شهرزاد الخليج وأحلام مستغانمي وغادة السمان. لم يتحدث المجتمع عنهن إلا بكل إجلال وتقدير لموهبتهن العريضة.

تعبت قدماها من الوقوف في الشرفة فدخلت المنزل لتجد هاتفها مضاء.
“4 مكالمات لم يتم الرد عليها”
وجدت المكالمات من رقمه. لم تبكي كما توقعت… لم تشعر بوخزه الفقد تحز في صدرها كما السكين. بل ابتسمت وشرعت في كتابه رسالة نصية. بعثتها ثم ضغطت بسبابتها على زر إغلاق الهاتف تماما.
وفي أقصى طرف المدينة الآخر أضاء هاتفه برسالتها التي سيقضي ما بقي له من سنوات الشباب في محاولة فهم كلماتها المقتضبة:

“عذرا عزيزي… لقد انكسر القيد”

آية عاطف

ذات اشتياق

581926_164671617019823_686501893_n
اغمضت عينيها للحظة في محاولة لطرد صداع يفتك برأسها منذ استيقظت في السادسة صباحا؟ كانت اول الواصلين لمحل عملها واحست بالراحة للهدوء المحيط بها قبل توافد العاملين والذين سرعان ما يملئون المكان بصخب دعاباتهم وهم بصنعون اكواب الشاي المقدسة للشعب المصري.
سمعت صوته المحبب اليها ينطق باسمها ففتحت جفنيها لتقابل عينيها الواسعتين ملامحه السمراء وذقنه الخفيفة المهملة وابتسامته الرصينة وهو يحييها قائلا:صباح الخير
ردت بصوت اختنق في حنجرتها رغما عنها: “صباح النور” وبادلته الابتسامة بالرغم من الم رأسها.
انصرف الى عمله كعادته وعادت لتسرح في الهدوء المحيط بها.
لو علم ما تغعله بها ابتسامته, لما ابتسم الا لها… لو علم كم تعشق كل تفاصيل وجهه الاسمر, لما القى دعاباته الرزينة التي تخترق قلبها كالخناجر كلما ذكرت نفسها انه ليس لها.
ليس من حقها ان تحب ابتسامته ولا ان يرقص قلبها طربا لكلماته.
كانت تغضب احيانا وتثور لانه لا يشعر بها, ثم حين لا تنجح في البقاء غاضبة منه تحول غضبها للمجتمع الذي يمنعها من الاعتراف بمشاعرها لرجل شرقي. فاذا انهكها الغضب ذكرت نفسها ان اخلاقها لا تسمح لها ان ان تبني سعادتها على حساب فتاة اخرى. اخري لم تقابلها ولا تمنت لقائها يوما. ولكنها متأكده ان تلك الاخرى ستصبح تعيسه لو تركها فارس احلامها. بل هو فارس احلامهما. أليس هو من حول تلك الفتاه الهادئة المرحة الى شبه مراهقه لا تكاد تعرف ما هي مشاعرهها لكثرة تضاربها واختلاطها؟ الا يلام في ما يحدث لها؟
لم تكن تدري متى بالتحديد بدأت تلك المشاعر ولكنها في لحظة صدق مع قلبها ادركت انها في مأزق لانها لا تحبه. بل هي تعشق كل تفاصيله. تعشقها حد الانهاك… حد الجنون.
تنهدت تنهيدة طويلة ثم سمعت صوته مرة اخرى ينادي باسمها. فتحت عينيها متسائلة فقال لها بنبرته الحنون التي لا يدخرها مع قريب او غريب: انتي كويسة؟
ابتسمت له بدورها وكذبت: زي الفل
اطرقت رأسها لتتظاهر بالشروع في العمل وسمحت لضجيج زملائها ان يخترق رأسها علّها تتوقف عن التفكير فيه…
علّها تعود لحياتها الهادئة من قبله…
علّها لا تشتاق.بقلمي/ آية

“وبكت”

32166_159210440899274_2069748947_n

“وبكت”
كعادتها كل صباح, استيقظت وانفرجت شفتاها الخمريتين عن ابتسامه كسولة. لم تفتح عينيها فور سماعها صوت المنبه يعلن ميعاد الاستيقاظ للذهاب إلى العمل. ظلت ثوان تستمع إلى الصوت المزعج يرن في ارجاء غرفتها ثم فتحت عينين بلون العسل الصافي وأطفأته وابتسامتها لم تفارق ثغرها.
لم تكن إنسانة بدون مشاكل ولكن كانت شخصية متفائلة جدا. تؤمن بأن ابتسامتها تؤثر في الجميع في حين أن دموعها لا تترك سوى أثرا عابرا غير طيب ما يلبث ان يتلاشى من نفوس البشر. فقررت ذات يوم إلا تحزن, وألا تبكي, وألا يراها الناس إلا مشرقة كالشمس يزين وجهها أسنان بيضاء متساوية, كطفلة مدللة تلقى والدها لتأخذ كيسا من الحلوى وتقبله قبلة طفولية عابثة.
نهضت من فراشها وأشعلت الموقد لتدغدغ رائحة القهوة حواسها وتوقظها وتبعث فيها ذلك الإحساس المألوف بالدفء المحبب. فركت عينيها للحظة وتثاءبت لتفاجئها القهوة بالفوران كالحمم لتوسخ الموقد… ضحكت ضحكة صبيانية وتمتمت في سرها “ماما هتدبحني

استعدت للعمل وارتدت ثيابها ونظرت لصورتها في المرآة وأحست بالرضا عن مظهرها ثم أخذت سلسلة مفاتيحها وخرجت وهي تردد أذكار الصباح وتغلق الباب بهدوء لكي لا توقظ من في المنزل. قررت أن تمشي للعمل بدلا من ركوب المواصلات لتستمتع بشمس الشتاء الدافئة والنسيم يداعب وجنتيها ليكسبهما لونا ورديا محببا. كانت تدندن بصوت خافت أغنية من مراهقتها.
“كان مالي ومالك يا محيرني معاك وشاغلني,,,, لوعني غرامك يا مغلبني في امري وتاعبني”
سرحت بعينيها ولم تعي معظم معالم الطريق فقد كان المشي فرصة لتطلق لخيالها العنان. كانت تفكر بالكثير, ففي ركن من افكارها كانت تستعد للعمل وتعدد بعض ما كان عليها أن تنجزه. وفي ركن آخر كانت تفكر بصديقتها وبفكره لمفاجأة تسعدها وتضحكها.. لشد ما كانت تحب صديقتها تلك وتعتبرها كالأخت…
“ذنبي ايه يا حبيبي لو رماني الشوق عليك؟ ,,,,, ذنبي ايه لو نصيبي اني اعيش واسهر لعنيك؟”
وفي اغلب أرجاء خيالها تصدرت صورته. ذلك الاسمر ذو العينين البنيتين. شخص تعلم تماما انه ملك لأخرى وكانت للغرابة لا تحقد عليهما. بل تكتفي ببضع لحظات تفكر فيه وترسم الكثير والكثير من الصور في خيالها ثم تمضي في حياتها كأن شيئا لم يكن.
لم تكن تعلم على وجه التحديد متى احتل كل هذه المساحة من عقلها. لم تكن تحبه ولكن كانت تحترمه وتجله وتمجد أخلاقه وابتسامته الهادئة الخجول وضحكته البريئة. لم تظهر عليها يوما أي علامات اهتمام به. كان كأي شخص آخر في حياتها فهي تعامل الجميع باهتمام وتحاول أن ترسم البسمة على شفاه الجميع…
“وبقيت يوماتي بفكر واسهر ليك يا حبيبي,,,, ”
أطلقت ضحكة خافته عندما مر بخيالها طيف ابتسامه كان قد منحها إياها باليوم السابق…
“خلي بالك” اخترقت الكلمة خيالها بقسوة مزقت جميع الصور بينما جذبتها يد من ذراعها لتشدها بعيدا عن الطريق. لم تكد ترفع عينيها لتقابل عينين بنيتين بدرجة محببة إلى نفسها إلا وسمعت صوت أداة التنبيه لسيارة مرت في الخلفية كالبرق من المكان الذي كانت تقف فيه منذ ثواني. تناهى إلى مسامعها وهي تحدق بالوجه الأسمر الهادئ بضع شتائم مثل “مسطولة” وقليل من “بيحدفوا بلاويهم عالناس” قبل أن تسرع السيارة في طريقها بفظاظة كأن شيئا لم يكن.
“مش تخلي بالك؟” سمعت التحذير وابتسمت قائلة “معلش الظاهر إني سرحت شوية… عموما أنا متشكرة اوي”
لم تسمح لنفسها أن تبدو مذنبة بالتفكير فيه مما كاد يودي بحياتها منذ قليل. لم تسمح لأي شيء سوى الامتنان أن يظهر على ملامحها.
“ابقي خدي بالك بعد كده . الطريق هنا وحش اوي” كرر تحذيره واكتفت هي بالابتسام وبكلمة “حاضر, ان شاء الله”
“طيب بعد إذنك… مش عاوزه حاجه؟” سألها وقد استعاد هدوءه من جديد
“ألف شكر” اجابته بهدوء وهي تخفض بصرها عن وجهه المحبب إليها
وانصرف تاركا إياها على الرصيف لتعود إلى أفكارها
كل فتاة تحلم ببطل. شجاع, شهم, ينقذها من الخطر. وهي محظوظة فقد جاء بطلها وأنقذها. ولكن الأقدار لديها حس فكاهة قاس جدا. فبطلها ملك لأميرة أخرى… أميرة ربما لا تراه بطلا بل رجلا عاديا.
تسمرت في مكانها لثوان معدودة ثم أشارت لسيارة أجرة وأملت للسائق المكان لينطلق بها.
دخلت منزلها وتسللت على أطراف أصابعها لتدخل غرفتها وتسلم نفسها للبكاء على وسادتها بعد ما تبخرت نظريتها المتفائلة بالحياة وأدركت قسوتها التي لا ترحم متفائل أو متشائم….
وبكت.
بقلمي,
آية